الف ليلة وليلة2حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع
حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع
اخواني واخواتي
كنا قد وصلنا لغاية ما طلبت ابنة الوزير من والدها ان يقص عليها الحكاية
قال: اعلمي يا ابنتي انه كان لبعض التجار اموال ومواش وكان له زوجة واولاد وكان
الله تعالى اعطاه معرفة السن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الارياف وكان عنده في
داره حمار وثور فاتى يوما الثور الى مكان الحمار فوجده منكوسا مرشوشا وفي معلفه شعير
مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح، وفي بعض الاوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع
على حاله، فلما كان في بعض الايام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار:
هنيئا لك ذلك، انا تعبان وانت مستريح تاكل الشعير مغربلا ويخدمونك وفي بعض الاوقات يركبك
صاحبك ويرجع وانا دائما للحرث.
فقال له الحمار:
اذا خرجت الى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فان قمت
فارقد ثانيا فاذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تاكله كانك ضعيف وامتنع عن الاكل
والشرب يوما او يومين او ثلاثة فانك تستريح من التعب والجهد، وكان التاجر يسمع كلامهما،
فلما جاء السواق الى الثور بعلفه اكل منه شيئا يسيرا فاصبح السواق ياخذ الثور الى
الحرث فوجده ضعيفا فقال له التاجر: خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله، فلما رجع اخر
النهار شكره الثور على تفضلاته حيه اراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه
الحمار جوابا وندم اشد الندامة، فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع واخذ الحمار وحرثه
الى اخر النهار فلم يرجع الا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتامله الثور وشكره ومجده فقال
له الحمار: اعلم اني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول: ان لم يقم الثور من
موضعه فاعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعا وانا خائف عليك ونصحتك والسلام.
فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد اسرح معهم، ثم ان الثور اكل
علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه، كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما، فلما طلع النهار وخرج
التاجر وزوجه الى دار البقر وجلسا فجاء السواق واخذ الثور وخرج، فلما راى الثور صاحبه
حرك ذنبه وظرط وبرطع، فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه.
فقالت له زوجته:
من اي شيء تضحك فقال لها:
شيء رايته وسمعته ولا اقدر ان ابيح به فاموت،
فقالت له:
لا بد ان تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت،
فقال لها:
ما اقدر ان ابوح به خوفا من الموت،
فقالت له:
انت لم تضحك الا علي. ثم انها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام الى
ان غلبت عليه، فتحير احضر اولاده وارسل احضر القاضي والشهود واراد ان يوصي ثم يبوح
لها بالسر ويموت لانه كان يحبها محبة عظيمة لانها بنت عمه وام اولاده وكان عمر
من العمر مائة وعشرين سنة.
يتبع