قصص اسلاميه 2024 قصص دينيه 2024 قصص دينيه مكتوبه 2024
قصه الرجل الذي قتل تسعه وتسعين نفسا
عن ابي سعيد الخدري ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان
قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا, فسال عن اعلم اهل الارض فدل على راهب, فاتاه
فقال: انه قتل تسعه وتسعين نفسا, فهل له من توبه ؟ فقال: لا, فقتله فكمل
به مائه , ثم سال عن اعلم اهل الارض, فدل على رجل عالم, فقال: انه
قتل مائه نفس فهل له من توبه ؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبه
, انطلق الى ارض كذا وكذا؛ فان بها اناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا
ترجع الى ارضك فانها ارض سوء, فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت, فاختصمت فيه
ملائكه الرحمه وملائكه العذاب, فقالت ملائكه الرحمه : جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله, وقالت
ملائكه العذاب: انه لم يعمل خيرا قط, فاتاهم ملك في صوره ادمي فجعلوه بينهم, فقال:
قيسوا ما بين الارضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له, فقاسوه فوجدوه ادنى الى الارض
التي اراد, فقبضته ملائكه الرحمه , قال قتاده : فقال الحسن: ذكر لنا انه لما
اتاه الموت ناى بصدره(1).
شرح المفردات(2):
(راهب): عالم اهل الكتاب.
(نصف الطريق): هو بتخفيف الصاد اي: بلغ نصفها.
(اختصمت): اي: من الخصومه .
(قيسوا): انظروا المسافه بين المكانين.
(ناى بصدره): اي: نهض, ويجوز تقديم الالف على الهمزه وعكسه.
(فقبضته): اي: توفته ملائكه الرحمه .
شرح الحديث:
قال النووي: مذهب اهل العلم, واجماعهم على صحه توبه القاتل عمدا, ولم يخالف احد منهم
الا ابن عباس. واما ما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا, فمراد قائله الزجر
عن سبب التوبه , لا انه يعتقد بطلان توبته. وهذا الحديث ظاهر فيه, وهو ان
كان شرعا لمن قبلنا, وفي الاحتجاج به خلاف فليس موضع الخلاف, وانما موضعه اذا لم
يرد شرعنا بموافقته وتقريره, فان ورد كان شرعا لنا بلا شك, وهذا قد ورد شرعنا
به وهو قوله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون) الى قوله:
(الا من تاب) الايه واما قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)
فالصواب في معناها: ان جزاءه جهنم, وقد يجازى به, وقد يجازى بغيره وقد لا يجازى
بل يعفى عنه, فان قتل عمدا مستحلا له بغير حق ولا تاويل, فهو كافر مرتد,
يخلد به في جهنم بالاجماع, وان كان غير مستحل بل معتقدا تحريمه فهو فاسق عاص
مرتكب كبيره , جزاؤه جهنم خالدا فيها, لكن بفضل الله تعالى ثم اخبر انه لا
يخلد من مات موحدا فيها, فلا يخلد هذا, ولكن قد يعفى عنه, فلا يدخل النار
اصلا, وقد لا يعفى عنه, بل يعذب كسائر العصاه الموحدين, ثم يخرج معهم الى الجنه
, ولا يخلد في النار, فهذا هو الصواب في معنى الايه , ولا يلزم من
كونه يستحق ان يجازى بعقوبه مخصوصه ان يتحتم ذلك الجزاء, وليس في الايه اخبار بانه
يخلد في جهنم, وانما فيها انها جزاؤه اي: يستحق ان يجازى بذلك.
وقوله في الحديث: (ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء) قال العلماء: في هذا استحباب
مفارقه التائب المواضع التي اصاب بها الذنوب, والاخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ما داموا
على حالهم, وان يستبدل بهم صحبه اهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين ومن يقتدي بهم,
وينتفع بصحبتهم, وتتاكد بذلك توبته(3).
من فوائد الحديث:
1- مشروعيه التوبه من جميع الكبائر حتى من قتل الانفس, ويحمل على ان الله تعالى
اذا قبل توبه القاتل تكفل برضا خصمه.
2- فضل العالم على العابد لان الذي افتاه اولا بان لا توبه له غلبت عليه
العباده فاستعظم وقوع ما وقع من ذلك القاتل من استجرائه على قتل هذا العدد الكثير,
واما الثاني فغلب عليه العلم فافتاه بالصواب ودله على طريق النجاه .
3- في الحديث اشاره الى قله فطنه الراهب لانه كان من حقه التحرز ممن اجترا
على القتل حتى صار له عاده بان لا يواجهه بخلاف مراده وان يستعمل معه المعاريض
مداراه عن نفسه, هذا لو كان الحكم عنده صريحا في عدم قبول توبه القاتل فضلا
عن ان الحكم لم يكن عنده الا مظنونا.
4- فضل التحول من الارض التي يصيب الانسان فيها المعصيه لما يغلب بحكم العاده على
مثل ذلك،- يعني رجوعه للمعصيه – اما لتذكره لافعاله الصادره قبل ذلك والفتنه بها, واما
لوجود من كان يعينه على ذلك ويحضه عليه, ولهذا قال له الاخير: (ولا ترجع الى
ارضك فانها ارض سوء) ففيه اشاره الى ان التائب ينبغي له مفارقه الاحوال التي اعتادها
في زمن المعصيه والتحول منها كلها(4).
5- – ان باب التوبه مفتوح الى ان ياتي الانسان الموت، او تطلع الشمس من
مغربها، قال تعالى: (انما التوبه على الله للذين يعملون السوء بجهاله ثم يتوبون من قريب
فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما * وليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى
اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا
لهم عذابا اليما) سوره النساء: 17-18 ، وفي الحديث: عن ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:(ان الله يقبل توبه العبد ما لم يغرغر)(5).
وعن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل ان
تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)(6).
فعلى المذنب ان يستيقظ من غفلته، و يفيق من سباته ونومه، ويبادر الى التوبه ؛
لانه لا يدري متى يفاجئه الموت، قال تعالى: (اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في
بروج مشيده ) سوره النساء: 78 ، وقال تعالى: (وما تدري نفس باي ارض تموت)
سوره لقمان: 34 ، وقال تعالى: (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من
دابه ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعه ولا يستقدمون) سوره
النحل: 61 .
1-ان التوبه المقبوله عند الله هي التوبه النصوح، قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا توبوا
الى الله توبه نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها
الانهار) سوره التحريم: 8 . والتوبه النصوح هي المجتمعه الاركان (شروط)، قال النووي: للتوبه ثلاثه
اركان : ان يقلع عن المعصيه , ويندم على فعلها, ويعزم ان لا يعود اليها,
فان تاب من ذنب ثم عاد اليه لم تبطل توبته, وان تاب من ذنب وهو
متلبس باخر صحت توبته. هذا مذهب اهل الحق. وخالفت المعتزله في المسالتين. والله اعلم(7).
(1) صحيح البخاري، ح: (3470). وصحيح مسلم، ح: (2766).
(2) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 17 / 84.
(3) شرح النووي على صحيح مسلم, 17 / 82-83.
(4) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، 6 / 517.
(5) جامع الترمذي، كتاب الدعوات، باب: “ان الله يقبل توبه العبد ما لم يغرغر” برقم:
(3537)، ص: 807, وقال الترمذي: ” هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من هذا
الوجه”.
(6) صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم: (2703)، ص: 1174.
(7) شرح النووي على صحيح مسلم، 2 / 45.
- قصص اسلاميه مكتوبه
- قصص وعبر دينية مكتوبة
- قصص اسلامية مكتوبة
- قصص دينية مكتوبة
- قصص وعبر مكتوبة
- قصص وعبر مكتوبه
- قصص دينه
- قصص دنينية2021
- قصص دينية 2019
- قصص دينيه2020