قصص منوعة قصه عامة

هذي القصة قديمة من زمان اول

هذي القصة قديمة من زمان اول

هذي القصة قديمة من زمان اول !!

يحكى ان احدهم ضاقت به سبل العيش فسئم الحياة وقرر ان يهيم على وجهه في
بلاد الله الواسعة

فترك بيته واهله وغادر المنطقة متجها نحو الشرق وسار طويلا حتى وصل بعد جهد كبير
ومشقة عظيمة الى منطقة شرقي الاردن

وقادته الخطى الى بيت احد الاجواد الذي رحب به واكرم وفادته .. وبعد انقضاء ايام
الضيافة ساله عن غايته ، فاخبره بها ..

فقال له المضيف : ما رايك ان تعمل عندي على ان اعطيك ما يرضيك …
ولما كان صاحبنا بحاجة الى مكان ياوي اليه ..

والى عمل يعمل فيه اتفق معه على ذلك ..

وعمل الرجل عند مضيفه احيانا يرعى الابل واحيانا اخرى يعمل في مضافته يعد القهوة ويقدمها
للضيوف ..

ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الابل والماشية ..

ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته و تاقت نفسه الى بلاده والى رؤية
اهله وابنائه ..

فاخبر صاحب البيت عن نيته في العودة الى بلده فعز عليه فراقه لصدقه وامانته ..

واعطاه الكثير من المواشي وبعض الابل وودعه وتمنى له ان يصل الى اهله وهو بخير
وسلامة ..

وسار الرجل ما شاء الله له ان يسير وبعد ان قطع مسافة طويلة في الصحراء
القاحلة ..

راى شيخا جالسا على قارعة الطريق ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ..

وعندما وصل اليه حياه وساله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس
وهجير الصحراء .!

فقال له : انا اعمل في التجارة ..

فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، واين بضاعتك ؟!

فقال له الشيخ : انا ابيع نصائح .. فقال الرجل : تبيع نصائح .؟!

وبكم النصيحة ؟!

فقال الشيخ : كل نصيحة ببعير ..

فاطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من اجل الحصول عليه
..

ولكنه في النهاية قرر ان يشتري نصيحة مهما كلفه الامر ..

فقال له : هات لي نصيحة ، وساعطيك بعيرا ؟

فقال له الشيخ :” اذا طلع سهيل(1) لا تامن للسيل ” .

ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال :

ما لي و لسهيل في هذه الصحراء الموحشة وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت
بالذات ..

وعندما وجد انها لا تنفعه

قال للشيخ : هات لي نصيحة اخرى وساعطيك بعيرا اخر ..

فقال له الشيخ : ” ابو عيون برْق(2) واسنان فرْق(3) لا تامن له ” …

وتامل صاحبنا هذه النصيحة ايضا وادارها في فكره

ولم يجد بها اي فائدة فقال والله لاغامرن حتى النهاية حتى لو ضاع تعبي كله
في دقائق معدودة ..

فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وساعطيك بعيرا اخر ..

فقال له : ” نم على الندم ولا تنم على الدم ” ..

ولم تكن النصيحة الثالثة بافضل من سابقتيها

فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواش وسار في طريقه

وظل يسير لعدة ايام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر

وفي احد الايام ادركه المساء فوصل الى قوم من العربان

قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع واد كبير فتعشى عند احدهم وبات عنده ..

وفي الليل وبينما كان ساهرا يتامل النجوم طلع نجم سهيل

وعندما راه الرجل تذكر النصيحة التي قالها له الشيخ ففر مذعورا

وايقظ صاحب البيت واخبره بقصة النصيحة

وطلب منه ان يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي

ولكن المضيف سخر منه ومن قلة عقله ولم يكترث له ولم يابه لكلامه

فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن انام في قاع هذا الوادي

فقرر ان يبيت على مكان مرتفع فاخذ جاعده(4) ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي ..

وفي اواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فاخذ البيوت والعربان

ولم يبق سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي

واضافها الى مواشيه ، وانعق(5) لها فتبعته وسار في طريقه

عدة ايام اخر حتى وصل في احد الايام الى بيت في الصحراء

فرحب به صاحب البيت وكان رجلا نحيفا خفيف الحركة

واخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب اليه حتى اوجس منه خيفة

فنظر اليه واذا به ” ذو عيون برْق واسنان فرْق ” فقال : اه هذا
الذي اوصاني منه الشيخ ..

ان به نفس المواصفات لا ينقص منها شي

وفي الليل تظاهر الرجل بانه يريد ان يبيت خارج البيت قريبا من مواشيه واغنامه

واخذ فراشه وجره في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ..

وانتحى مكانا غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه

وبعد ان ايقن المضيف ان ضيفه قد نام ،خاصة بعد ان لم ير له حراكا

اخذ يقترب منه على رؤوس اصابعه حتى وصله

ولما لم يسمع منه اية حركة تاكد له انه نائم بالفعل

فعاد واخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة

ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له :

لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتله وساق ماشيته وغاب في اعماق الصحراء
..

وبعد مسيرة عدة ايام وصل في ساعات الليل الى منطقة اهله

فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحي

وسار ناحية بيته ورفع الرواق(6) ودخل البيت فوجد زوجته نائمة

وبجانبها شاب طويل الشعر , فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه

واراد ان يهوى به على رؤوس الاثنين وفجاة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول :

” نم على الندم ولا تنم على الدم “

فبردت اعصابه وهدا قليلا فتركهم على حالهم وخرج من

البيت وعاد الى اغنامه ونام عندها حتى الصباح

وبعد شروق الشمس ساق اغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به

واستقبله اهل بيته وقالوا : والله من زمان يا رجل ..

لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى اصبح رجلا

ونظر الرجل الى ابنه واذا به ذلك الشاب

الذي كان ينام بالامس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم

وشكر ربه ان هداه الى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه

والله ان كل نصيحة احسن من بعير

وهكذا فان النصيحة لا تقدر بثمن

اذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب .

(1) – سهيل : نجم يطلع في اواخر القيظ ..

(2) – هو الذي في عينيه بريق يدل على الخيانة والغدر ..

(3) – هو الذي بين ثنيتيه الاماميتين فراغ ظاهر …

(4) – الجاعد : هو جلد الخروف يجفف وينظف بالملح حتى يصبح طريا

ويعمل من فرائه بطانة للمعاطف ، ويلبس احيانا في الصحراء كما هو

ويستعمل كفراش صغير يجلس عليه ..

(5) – انْعق : سار امام الماشية ودعاها فتبعته …

(6) – الرواق : الساتر الغربي من الخيمة ..

  • قصص زمان اول
  • قصص زمان
السابق
روايات عبير الجديده تحميل روايات عبير الجديدة مكتبة روايات عبير الجديدة
التالي
قصة مراة خانت زوجها مع جني قصص الجن