قصص اسلامية 2023 قصص دينية 2023 قصص دينية مكتوبة 2023

قصص دينية 2023 قصص اسلامية 2023 قصص اسلامية مكتوبة 2023

قصة الرجل الذي قتل تسعة و تسعين نفسا


عن ابى سعيد الخدرى ان نبى الله صلي الله علية و سلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا, فسال عن اعلم اهل الارض فدل علي راهب, فاتاة فقال: انه قتل تسعة و تسعين نفسا, فهل له من توبة ؟ فقال: لا, فقتلة فكمل بة ما ئة , بعدها سال عن اعلم اهل الارض, فدل علي رجل عالم, فقال: انه قتل ما ئة نفس فهل له من توبة ؟ فقال: نعم و من يحول بينة و بين التوبة , انطلق الي ارض هكذا و كذا؛ فان فيها اناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم و لا ترجع الي ارضك فانها ارض سوء, فانطلق حتي اذا نص الطريق اتاة الموت, فاختصمت فية ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب, فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبة الي الله, و قالت ملائكة العذاب: انه لم يعمل خيرا قط, فاتاهم ملك فصورة ادمى فجعلوة بينهم, فقال: قيسوا ما بين الارضين فالي ايتهما كان ادني فهو له, فقاسوة فوجدوة ادني الي الارض التي اراد, فقبضتة ملائكة الرحمة , قال قتادة : فقال الحسن: ذكر لنا انه لما اتاة الموت ناي بصدره(1).

شرح المفردات(2):


(راهب): عالم اهل الكتاب.


(نصف الطريق): هو بتخفيف الصاد اي: بلغ نصفها.


(اختصمت): اي: من الخصومة .


(قيسوا): انظروا المسافة بين المكانين.


(ناي بصدره): اي: نهض, و يجوز تقديم الالف علي الهمزة و عكسه.


(فقبضته): اي: توفتة ملائكة الرحمة .

شرح الحديث:


قال النووي: مذهب اهل العلم, و اجماعهم علي صحة توبة القاتل عمدا, و لم يخالف احد منهم الا ابن عباس. و اما ما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا, فمراد قائلة الزجر عن اسباب التوبة , لا انه يعتقد بطلان توبته. و ذلك الحديث ظاهر فيه, و هو ان كان شرعا لمن قبلنا, و فالاحتجاج بة خلاف فليس موضع الخلاف, و انما موضعة اذا لم يرد شرعنا بموافقتة و تقريره, فان و رد كان شرعا لنا بلا شك, و ذلك ربما و رد شرعنا بة و هو قولة تعالى: (والذين لا يدعون مع الله الها احدث و لا يقتلون) الي قوله: (الا من تاب) الاية و اما قولة تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤة جهنم خالدا فيها) فالصواب فمعناها: ان جزاءة جهنم, و ربما يجازي به, و ربما يجازي بغيرة و ربما لا يجازي بل يعفي عنه, فان قتل عمدا مستحلا له بغير حق و لا تاويل, فهو كافر مرتد, يخلد بة فجهنم بالاجماع, و ان كان غير مستحل بل معتقدا تحريمة فهو فاسق عاص مرتكب كبار , جزاؤة جهنم خالدا فيها, لكن بفضل الله تعالي بعدها اخبر انه لا يخلد من ما ت موحدا فيها, فلا يخلد هذا, و لكن ربما يعفي عنه, فلا يدخل النار اصلا, و ربما لا يعفي عنه, بل يعذب كسائر العصاة الموحدين, بعدها يظهر معهم الي الجنة , و لا يخلد فالنار, فهذا هو الصواب فمعني الاية , و لا يلزم من كونة يستحق ان يجازي بعقوبة مخصوصة ان يتحتم هذا الجزاء, و ليس فالاية اخبار بانة يخلد فجهنم, و انما بها انها جزاؤة اي: يستحق ان يجازي بذلك.

وقولة فالحديث: (ولا ترجع الي ارضك فانها ارض سوء) قال العلماء: فهذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي اصاب فيها الذنوب, و الاخدان المساعدين له علي هذا و مقاطعتهم ما داموا علي حالهم, و ان يستبدل بهم صحبة اهل الخير و الصلاح و العلماء و المتعبدين الورعين و من يقتدى بهم, و ينتفع بصحبتهم, و تتاكد بذلك توبته(3).

من فائدة الحديث:

1- مشروعية التوبة من كل الكبائر حتي من قتل الانفس, و يحمل علي ان الله تعالي اذا قبل توبة القاتل تكفل برضا خصمه.

2- فضل العالم علي العابد لان الذي افتاة اولا بان لا توبة له غلبت علية العبادة فاستعظم و قوع ما و قع من هذا القاتل من استجرائة علي قتل ذلك العدد الكثير, و اما الثاني فغلب علية العلم فافتاة بالصواب و دلة علي طريق النجاة .

3- فالحديث اشارة الي قلة فطنة الراهب لانة كان من حقة التحرز ممن اجترا علي القتل حتي صار له عادة بان لا يواجهة بخلاف مرادة و ان يستخدم معة المعاريض مداراة عن نفسه, ذلك لو كان الحكم عندة صريحا فعدم قبول توبة القاتل فضلا عن ان الحكم لم يكن عندة الا مظنونا.

4- فضل التحول من الارض التي يصيب الانسان بها المعصية لما يغلب بحكم العادة علي كذلك،- يعنى رجوعة للمعصية – اما لتذكرة لافعالة الصادرة قبل هذا و الفتنة بها, و اما لوجود من كان يعينة علي هذا و يحضة عليه, و لهذا قال له الاخير: (ولا ترجع الي ارضك فانها ارض سوء) ففية اشارة الي ان التائب ينبغى له مفارقة الاحوال التي اعتادها فزمن المعصية و التحول منها كلها(4).

5- – ان باب التوبة مفتوح الي ان ياتى الانسان الموت، او تطلع الشمس من مغربها، قال تعالى: (انما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة بعدها يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم و كان الله عليما حكيما * و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان و لا الذين يموتون و هم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما) سورة النساء: 17-18 ، و فالحديث: عن ابن عمر عن النبى صلي الله علية و سلم قال:(ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)(5).

وعن ابى هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: (من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)(6).

فعلي المذنب ان يستيقظ من غفلته، و يفيق من سباتة و نومه، و يبادر الي التوبة ؛ لانة لا يدرى متي يفاجئة الموت، قال تعالى: (اينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم فبروج مشيدة ) سورة النساء: 78 ، و قال تعالى: (وما تدرى نفس باى ارض تموت) سورة لقمان: 34 ، و قال تعالى: (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم الي اجل مسمي فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة و لا يستقدمون) سورة النحل: 61 .

1-ان التوبة المقبولة عند الله هى التوبة النصوح، قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا توبوا الي الله توبة نصوحا عسي ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار) سورة التحريم: 8 . و التوبة النصوح هى المجتمعة الاركان (شروط)، قال النووي: للتوبة ثلاثة اركان : ان يقلع عن المعصية , و يندم علي فعلها, و يعزم ان لا يعود اليها, فان تاب من ذنب بعدها عاد الية لم تبطل توبته, و ان تاب من ذنب و هو متلبس باخر صحت توبته. ذلك مذهب اهل الحق. و خالفت المعتزلة فالمسالتين. و الله اعلم(7).

(1) صحيح البخاري، ح: (3470). و صحيح مسلم، ح: (2766).

(2) ينظر: شرح النووى علي صحيح مسلم، 17 / 84.

(3) شرح النووى علي صحيح مسلم, 17 / 82-83.

(4) فتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر العسقلاني، 6 / 517.

(5) جامع الترمذي، كتاب الدعوات، باب: “ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” برقم: (3537)، ص: 807, و قال الترمذي: ” ذلك حديث حسن غريب لا نعرفة الا من ذلك الوجه”.

(6) صحيح مسلم، كتاب الذكر و الدعاء، باب: استحباب الاستغفار و الاستكثار منه، برقم: (2703)، ص: 1174.

(7) شرح النووى علي صحيح مسلم، 2 / 45.

  • قصص اسلاميه مكتوبه
  • قصص وعبر دينية مكتوبة
  • قصص اسلامية مكتوبة
  • قصص دينية مكتوبة
  • قصص وعبر مكتوبة
  • قصص وعبر مكتوبه
  • قصص دينه
  • قصص دنينية2021
  • قصص دينية 2019
  • قصص دينيه2020


قصص اسلامية 2023 قصص دينية 2023 قصص دينية مكتوبة 2023